Tuesday, July 9, 2013

ماذا يعني أن تكون موضوعياً؟

ماذا يعني أن تكون موضوعياً؟ وأين تكمن أهميتها؟ 

إن الموضوعية تعتبر منهجاً فردياً يأخذ به الفرد في تقييمه للأحداث، أو لحدثٍ ما بغرض ابداء رأي اتجاهه أو اتخاذ موقف، بمعنى آخر، إن الموضوعية هي تجرد شخصي للقيٍم والعواطف بغرض إنصاف الأشياء، أو تسمية الأمور بمسمياتها بعبارة أخرى، من جانب آخر، إن الموضوعية أداة محورية لأي باحث في التخصصات الأدبية، بل ولا يمكن اعتبار أي بحث، بحثاً علمياً إلا قبل أن يكون الباحث قد انتهج الموضوعية، وإن أي نوع من أنواع الخلط في الموضوعات بشكل غير منهجي، أو وجود أي مواقف مسبقة للباحث عقائدية أو عاطفية أو عرقية أو غيرها من الممكن أن تجرح موضوعية الباحث، فإنها تلقائياً تجرح من موضوعيته، فيكون بحثه بلا قيمة، إن جرح موضوعية البحث هو الأمر الذي يجعل من قيمة التأكد من صحة الفرض العلمي المعمول به (النتيجة البحثية) في البحث محل شك بل بنتائج أبعد ما تكون عن الصدقية، أو عن ما ينبغي عليه أن تكون من الناحية الأكاديمية، أما قيمة الموضوعية و أهميتها، فهي تعكس صدقية النتائج البحثية، باعتبارها انعكاساً للإنصاف والحياد العلمي، إن الحياد العلمي والموضوعية، باعتبارهما مكملان لبعضهما البعض، يسهمان بإعطاء صورة أقرب للحقيقة في حال اختبار الفرض العلمي قيد الاختبار في أي بحث علمي، إن آلية process الموضوعية تقوم على إنصاف القضايا أو الأفكار المثارة في البحث العلمي، حتى لا تطغى فكرة على أخرى، فالبحث العلمي بلا موضوعية لا يمكن اعتباره بحثاً علمياً باعتبار أن غيابها يعني وجود نتائج مسبقة في عقلية الباحث يريد فرضها قسراً على بحثه، وبهذا يفقد البحث قيمته وجوهره.

إن الموضوعية كقيمة بحثية في ذهنية الباحث أداة تقرّبنا من الحقيقة، على أساس وجود القاعدة العلمية التي تقول في العلوم الإنسانية " لا توجد حقائق علمية مُطلقة " وبهذا فلا مناص من استخدامها كضرورة في البحث العلمي، هذه أهميتها في البحث العلمي، أما بالنسبة لانعكاس الموضوعية على الحياة الاجتماعية والعملية، فلا شك أن لها من الإيجابيات الكثير، أولها وأكثرها هو أنها في حال التمعّن فيها منطقياً، او فلسفياً إلى درجة ما، فهي نقيض التعصب، صحيح، من الناحية المنطقية التعصب ينقضه التسامح، إلا أن التسامح نتاج للعاطفة، أما الموضوعية فهي نتاج للعقل، وبكونها كذلك، فإنها إذاً لا يمكن أن تكون إذاً وسيلة إثارة اجتماعية مثلاً من الممكن استخدامها لإحداث مشكلة ما، كما أنها (الموضوعية) تجعل الإنسان يقّيم الفكرة بالفكرة، لا الاسم بالفكرة، بمعنى آخر، إن الموضوعية نقيضه أيضاً لشخصنة الموضوعات، كما أنها من جانب آخر نقيضه للفجور في الخصومة، تلك أبرز إيجابياتها وغيرها الكثير، ختام قولي هو ان الموضوعية فضلاً عن أهميتها كقيمة شخصية في ذهنية الباحث، فهي لا تقل أهميتها في حياة الإنسان العادي غير المهتم في البحث العلمي، بل أن قيمتها أوقع في الحياة العملية في حياة الإنسان العادي غير الباحث من الباحث العلمي، ذلك أن العوام أقل من الباحثين بكثير، وفي حال انتشارها ستكون وسيلة تخفيف من أي احتقان من الممكن أن يثار في مجتمع واقليم يغلي بالمشكلات العنصرية.

No comments: