Thursday, July 25, 2013

لماذا نقاطع... سؤال وجواب.


1- لماذا نقاطع ؟

- لأن المقاطعة رسالة راقية وسلمية، تعبّر عن إرادة مجموعة من المواطنين إزاء رفض سياسة تتُخذ لا تتفق و إرادة الناس، ومن هذا المبدأ الديمقراطي لا يُفترض أن من الناحية الديمقراطية أن تكون السياسات بغير إرادة قطاع عريض من المواطنين.

2- لماذا المقاطعة بعد تحصين المحكمة الدستورية لمرسوم الصوت الواحد ؟

- وهل الأسباب المبدئية لرفض المرسوم باعتباره اخلالاً بإرادة البرلمان وقطاع عريض من الشعب تغّيرت بعد حكم المحكمة الدستورية؟ ماذا يعني تحصين حُكم قضائي تقديري خاضع لسُلطة قضاة محترمون لا يتجاوزوا العشرة أو العشرات أمام رفضه من قبل آلاف المواطنين؟ كما أن للقانون شرعية و حجيّة على الناس، فهناك شرعية بمثابة الأم للقانون، إن لم يَحترم إرادة الناس، فكيف يُطالب الناس بقبوله؟

3- لماذا لا تشاركون ؟

-إن الخوض في المشاركة يعني أننا نعود لذات قواعد اللعبة السياسية الكلاسيكية، والتي قد عشناها وعهدناها ولن يكون هناك فيها أمرٌ جديد، ذلك أن من غير المقبول منطقياً توقّع نتائج مختلفة بذات القواعد، بل أن من السذاجة أن نتوقّع استقراراً برلمانياً، طالما أن القواعد هي ذاتها لم تتغير.

4- أليست المقاطعة تعني التخلّي عن إصلاح البلد؟

-من السهل أن يطرح الإنسان أفكاراً منطقية، إلا أن منطقية الأفكار لا يعني أنها بالضرورة مناسبة لكل زمانٍ ومكان، بل الأفكار المنطقية أحياناً تكون مشروطة بالتوقيت والمبررات، فحسب التوقيت، والشواهد التاريخية والمبررات أقول أن المقاطعة كحجّة ووسيلة، تعتبر أكثر منطقية كوسيلة من المشاركة، ذلك أن المقاطعة تهدف إلى رفض الوضع القائم، أما المشاركة تعني القبول به بالضرورة، والقبول بهكذا واقع يعني توقّع النتائج نفسها وتكرار السيناريوهات، وبذلك لن نتقّدم بشيء.

5- "شارك، نتركها لمن؟"

- إنه لضحكٌ على الذقون و من السذاجة الاعتقاد أن العمل السياسي في الكويت يُعد ناضجاً من الناحية العملية، ذلك ان الكويت لازال فيها العمل السياسي عمل فردي، أي أن الناخبون يذهبون للتصويت لأفراد لا أحزاب، فالعمل الفردي لا يمكن أن يأتي بثماره في ظل غياب ما ينظّمه من مؤسسية حزبية، كما أن غياب خطط التنمية عن سياسات الحكومة والتي يُفترض أن تكون موجودة في أول يوم يُعقد به البرلمان وتقدّمها للمجلس، لا يُنبئ أننا نعيش في دولة ديمقراطية حقّة، فضلاً عن أن النظام السياسي الخليط بين النظام البرلماني-الرئاسي لم يؤدي إلى استقرار المؤسسة التشريعية، بل لم يستمر برلمان واحد مدتّه التشريعية الكاملة إلا مرة واحدة في تاريخ الكويت السياسي وهذه مشكلة، أما الأنكى من ذلك هو إبطال برلمانين في فترة قياسية لأسباب إجرائية(!!) إن كل تلك المؤشرات والمعطيات تدحض مقولة "نتركها لمن". نترك ماذا بالضبط فهل هناك عمل سياسي حقٌ وناضج؟

6- المقاطعة أثبتت فشلها، أليس كذلك؟

- ماهو معيار فشل المقاطعة ؟ لم أسمع أو أقرأ  أحد يذكر معيار واضح لهذه العبارة غير المنطقية، بل من الخطأ أن نقول أن المقاطعة فشلت، كيف تفشل وهي رسالة؟ إن هذه الفكرة كمن يعلّق على سبيل المثال على تجمّع مجموعة من الناس كي تعبّر عن رأيها في مكانٍ ما. إن المقاطعة وكما ذكرت رسالة كان ينبغي أن تُسمع وتصل، ما ذنب المقاطعون إن لم تتعاون الحكومة معهم وتسمعهم؟ إضافة أخرى، أن الشواهد تقول عكس ذلك تماماً، أي الشواهد تقول بنجاح المقاطعة، إن إصرار الحكومة على اجراء مصالحة سياسية-اجتماعية مع الفئات القبلية بالذات باعتبارها لُبّ المقاطعة ليس إلا دليل على تأثير المقاطعة على الحياة السياسية في الكويت.



No comments: