Wednesday, July 3, 2013

حكومات الخليج والتفسير الأحادي للتاريخ الإسلامي: الصراع مع الاخوان كأنموذج


بادئ ذي بدء أود أن أقول أن كاتب هذا المقال لا ينتمي للإخوان ولا يؤيدهم ولم ينتم في يوم إلى أي تنظيم لهم أو قريب منهم و إن عرض على الإخوان تفكيره لتم تكفيره، وهذا المقال لا يعتبر تقييماً لدور الإخوان كتيار سياسي ولا لإنجازاتهم ولا اخفاقاتهم، هي كلمة أراها حقاً ووجب أن تُقال..

لماذا تخشى حكومات الخليج من جماعة الإخوان؟

كي نفهم سبب خوف حكومات دول الخليج العربي من تيار الاخوان المسلمين، علينا في البداية أن نفهم طبيعة دول الخليج،  فثمة علاقة ارتباطية بينهما، غالب دول الخليج تغيب عنها كافّة أشكال ممارسة الرقابة الشعبية البرلمانية، ان استثنينا الكويت والبحرين إلى حد ما بهما مشاركة شعبية بالرغم من كل محاولات تحجيم شبه الديمقراطية المعمول بها، تنفرد هذه الدول بطبيعتها بحكومات تسيطر على كل شيء، ترتكز المناصب العليا فيها لمن يُعرف بولاؤه الأكبر، تحاول حكومات دول الخليج أن تسيطر على كل شيء، كي تخلق، أو على الأقل تحاول أن تخلق مجتمعاً يسير وفق ما تريده و مزاجيتها ابتداءاً بالدين وانتهاءاَ بالسياسة، تريده كما تهواه، المشكلة ليست هنا فحسب، المشكلة هي أنها تريد أن تحتكر تفسير الدين وفقاً لمصالحها الداخلية والخارجية، وتأتي هنا الأهمية المحورية لاحتكار تفسير الحكومات للدين بمشايخ من اختيارها هي، وفتاوى معلبة كما تريد، من الناحية العملية، تعتبر خطوة حكومات الخليج ذكية جداً، ذلك أنها تعلم بأن مجتمعاتها بطبيعة حالها متدينة ومحافظة على المستوى الاجتماعي، لذلك تستفد من هذا قدر الإمكان، حسنا وما دخل الاخوان المسلمون هنا؟ 

تتمحور مخاوف الحكومات من الإخوان المسلمين  كونهم نتاج للفكر السياسي الاسلامي إلا أنه كتنظيم يختلف في تفسير الدين من أفكار ورؤي شرعية مرتبطة بالسياسية و روايات عن ما تريده الحكومات الخليجية، بمعنى آخر، تأتي الكتابات في ادبيات فكر الاخوان المسلمون بشرعنة المشاركة السياسية "الشورى"، وتأكيدهم على الخلافة كنظام سياسي شرعي إسلامي، وهذا ما لا تريده حكومات الخليج، تخشى الحكومات من تفشّي فكرة مفادها أن المسلم لابد أن يشارك باختيار حكومته، وهذه فكرة غير مرحب بها بل محاربتها هي أصبحت وسيلة لتحقيق غاية عدم انتشارها قدر الإمكان.

بإيجاز، إليكم هذه المقارنة السريعة:

حكومات الخليج                                                                            الاخوان المسلمين
الموقف من المشاركة السياسية:  تهميش المشاركة السياسية للمسلمين          إجازة المشاركة السياسية "الشورى" باعتبارها واجب شرعي

تشكيل الحكومة: نتاج لأوامر                                                              نتاج للشورى

أثر التاريخ الاسلامي على الحاضر: إما للقراءة أو وسيلة للفتاوى المعلبة.              ربط التاريخ بالحاضر، من خلال إجازة الشورى.

المرونة في تفسير الدين:    ضيقة                                                           أكثر اتساعاً من ضيق الأولى


في ختام المقال وخلاصته، أن الغرض من محاربة الاخوان شخوصاً وفكراً وغيرهم ممن يشذون عن النمط الفكري الأحادي التي تحاول الحكومات تشكيله هو هدف أساسي للحكومات ترغب من خلاله أن تبقي سيطرتها التامة على حياة مجتمعاتها، كي يكونوا كالقطيع مُلقنّون لا يقرؤون، فثمة علاقة عكسية فيما لا تجيزه الحكومات وما يجيزه الاخوان في أدبياتهم.


No comments: